من عاش بداية شبابه في عام الألفين وما بعده يعرف معنى السعودية الجديدة لأنه قد كان وقتها في دراسته الثانوية وبعدها قد يكون دخل الجامعة أو توظف في وظيفة بسيطة وهو بالذات يعرف الفرق بين ذلك الوقت ووقتنا اليوم ويحس بالتحولات الجوهرية الفكرية والثقافية والتنموية والحياتية وقد يقاوم التغيير بعض الشئ لأنه يخاف من بقايا ذكريات من كانوا يخيفونه.
في سعوديتنا الجديدة روح شابة.. خفيفة نفس وقوية عزم.. تحاول كسر المألوف لأنها تعلم بكونها جزء من عالم كبير لن يعيش فيه إلا من يعتمد على إبتكارات الشباب وإبداعاتهم بعيداً عن الوصاية ومقولة “حنّا أبخص”
هناك فرق كبير جداً بين الفعاليات المقامة سابقاً وما يقام حالياً من منتديات ومؤتمرات وورش عمل وحفلات، والفرق طبعاً في مبدأ المشاركة وطريقة الطرح والبساطة وتلبية ما يريده الحضور وكذلك بحيويتها واستيعابها للجميع.
وفي التنمية والخطط كنّا نسمع بشي اسمه الخطط الخمسية والتي كانت تصدرها وزارة الاقتصاد وهي جميلة في طباعتها ونوع الورق ولا نعرف عنها شي لأن المعلومة كانت تعرض فقط لمن هم (أبخص) ويكونون (أبخص) أيضاً في متابعتها وحتى لو أتيحت لك الفرصة لتصفحها لن تجد فيها ما تفهمه وتقيسه، أما في السعودية الجديدة كانت الشفافية عنوان في رؤية 2030 وبرامجها الفرعية التي توضح بكل تفصيل “وين حنّا رايحين” ويرى من حوله مخرجات كل وعد من طموحات الرؤية.
أما الإنسانية فهي مختلفة عن ما عشناه لكونها أصبحت الآن إنسانية بمعناها الحقيقي في احترام الآخرين ووضع حدود للذوق وقيود أقوى في احترام الأنظمة ومنح المرأة إنسانيتها والاهتمام بما يريده الشباب وانتشار مبدأ المظهر الحضاري في كل النواحي وبداية انتهاء ظاهرة الشك في من حولنا.
ختاماً..
في السعودية الجديدة تكررت كلمات جميلة وشاهدنا تطبيقها بشكل حقيقي مثل: (الابتكار – الإبداع – الشغف – الهاكثون – رواد الأعمال – الترفية – التراث – الثقافة – السياحة – دخل غير نفطي – أداء – قياس – جودة الحياة – الرياضة – موهوبين – التطوع … )
مصدر الصورة من جريدة الرياض