نحن نتحدث هنا عن موقع إلكتروني سواء كان لمنظمة كبيرة او مؤسسة صغيرة وهذا يعني أننا نتحدث عن جمهور وحاجة وفي مقابلها تلبية للحاجة وهذا يعني أننا نحتاج لأساس لتنظيم العمل في المحتوى الرقمي المنشور لهذا الجمهور المستفيد وهذا التنظيم يحتاج لتوثيق في استراتيجية المحتوى الرقمي والتي لن تكون صعبة على من يستطيع إجابة السؤال الأهم وهو ماذا يريد الزوار من موقعي؟ وسنناقش هنا بعض النقاط التي ستجعلنا أقرب لإعداد استراتيجية المحتوى الرقمي بالشكل المناسب.
وهي ببساطة التحليل والإنشاء والنشر ثم التأكد من القابلية والتطوير المستمر للمحتوى المنشور سابقاً، والمحتوى نقصد كل ما ينشر في الموقع الإلكتروني من نصوص أو صور أو ملفات فيديو ومن هنا نعود لنُعرِّف هذه الاستراتيجية بأنها الإطار التنظيمي لعمل المحتوى الرقمي ولفهم معنى هذه الاستراتيجية علينا أن نتفهم بأنها ليست وضع محتوى نصي مناسب مع صور بل تعني:
- فهم احتياجات جمهورك المستهدف
- تحديد قدرتك التنظيمية لتلبية هذه الاحتياجات
- إعداد أهداف المحتوى الذي يلبي هذه الاحتياجات
- إجراء مراجعة دورية للمحتوى المنشور للتأكد من قابلية استخدامه
- تحديد طبيعة المحتوى والتوجه العام له
- تحديد شروط ومزايا المحتوى الجديد
- تحديد مصدر هذا المحتوى ومن الذي سيقوم بتجهيزه وكيف وأين سيستخدم
ولنصل لكل هذا علينا أن نحدد سوياً الخطوات اللازمة لإعداد استراتيجية المحتوى الرقمي للمواقع الإلكترونية وهي:
مراجعة وتدقيق أرشيف المحتوى
هذا الإجراء لتحديد وتقييم المحتوى المنشور سابقاً ومدى قابلية استمراره او تحديثه ومع البدء في هذا الإجراء يجب كذلك التأكد من التغييرات التي طرأت على أهداف المنظمة ونوعية المنتجات والخدمات والمنافسين والجمهور المستهدف واحتياجاتهم المتغيرة، وكل هذا لكون المحتوى الرقمي المعروض حالياً في الموقع الإلكتروني هو المسوّق الإلكتروني للمنظمة وهويتها ومنتجاتها وخدماتها وكل جزئية في صفحات الموقع تعبر عن شيء في المنظمة.
التوجه العام للمحتوى
لتحديد التوجه العام للمحتوى ستكون بدايتك مع الجمهور المستهدف بتحديد من هم بالضبط وتقوم بإنشاء ملف شخصي لهم وفي مقابل ذلك تكتب احتياجاتهم وهدفهم الرئيسي عند زيارتهم للموقع الإلكتروني وترصد ما يغطي هذه الاحتياجات وما يقدمه المنافسين من خدمات ومنتجات ووضعك في السوق بينهم، وكذلك ما الفرق بينك وبينهم وما الذي لديك يجعلك متفرداً ومختلفاً عنهم، تحديد هذه الجزئيات تعطي فريق المحتوى رؤية وأساسيات لما سيتم كتابته وتجهيزه.
تقييم مصادر المحتوى
في هذه الجزئية من استراتيجية المحتوى الرقمي ستقوم بتحديد من سيقوم بكتابة المحتوى ومن أين سيحصل على المعلومات والتقليل من وجود معلومات ومصادر تعتمد أفكار من أشخاص معينين والتوجه لمراكز معلومات وإجراءات واضحة لكيفية الحصول عليها لضمان استدامه إثراء المحتوى.
إنشاء المحتوى
ومن هنا تبدأ النقطة الأهم وهي لحظة وضع القلم على الورقة أو بالأصح البدء بالكتابة على لوحة المفاتيح، وقبل ذلك سيكون هناك مرجع للكتابة وهو الدليل الإرشادي لكتابة المحتوى ويتضمن التعريف بالمنتجات والخدمات ويتم تحديثه بشكل مستمر بالأسماء الصحيحة لتلك الخدمات مع مزاياها العامة وكذلك قائمة بالاختصارات المتفق عليها وقائمة بالمسؤولين ومسمياتهم والتعريف المعتمد لهم ويكون في الدليل الإرشادي أيضاً الشروط والقيود العامة التي تتوافق مع توجهات القيادة العليا وأهداف المنظمة او الأمور ذات الطابع الاستراتيجي وتحتاج لتوثيق لأنه قد تكون أحياناً في بعض المنظمات كلمات أو عبارات او أمور تكون محظورة او تكتب بطريقة معينة.
لعلنا نبدأ في الدخول في إجراءات المحتوى والتي يتم إضافتها في استراتيجية المحتوى الرقمي لضمان استدامة العمل بالطريقة المنهجية السليمة.
وذلك يكون بتحديد مصادر المعلومات والمواد الجديدة والتوجه الخاص بفريق البحث عن المحتوى سواء كان بالاعتماد على المصادر الداخلية في المنظمة أو مصادر خارجية، ويكون التحديد بذكر الإدارات المعنية او الجهات بالاسم مثل إدارة المبيعات وإدارة المنتجات والعملاء والمواقع الإلكترونية الأخرى والمراجع أو الباحثين أو حتى بتحديد الشركة المزودة للمعلومات والمواد.
تتم مراجعة المعلومات التي يتم الحصول عليها في مرحلة البحث كمراجعة أولية والتأكد من قابليتها وصلاحيتها وصحتها وقانونيتها وتوافقها مع الأهداف العامة للمنظمة والقيمة المضافة ومدى تلبيتها لحاجة العميل.
هنا دور رئيسي يكون على الكاتب الذي يقوم بصياغة المحتوى والذي يستفيد من المعلومات والمواد التي وصلت له بعد البحث والمراجعة وتكون هذه الصياغة موجهه لمستخدم الويب والتي تختلف عن الكتابة والصياغة للمواد المطبوعة، وهنا يكون الدور أبعد من الصياغة فقط بل تصميم صور ورسومات توضيحية (انفوجرافيك مثلاً) ومونتاج إذا كان المحتوى عبارة عن فيديو وغيرها من الأعمال التي تختص بإعادة تطوير المحتوى بما يتناسب مع الصفحة النهائية التي سيعرض فيها هذا المحتوى.
مراجعة ثم تنقيح ثم موافقه
ضمن استراتيجية المحتوى الإلكتروني يتم ضبط جودة مخرجات فريق المحتوى قبل النشر من خلال عمل مسار عمل إلكتروني تقدمه برنامج إدارة المحتوى بحيث يكون دور الكاتب ومنشئ المحتوى هو البداية وبعدها ينتقل للمراجع الأولى ثم المراجع النهائي وذلك لضمان التنقيح والتأكد من توافق ما سينشر مع الأهداف العامة والقيود واكتمال عناصر محتوى الصفحة والتوافق مع الخطة الاستراتيجية وعدم تداخل المحتوى الجديد المضاف مع محتويات أخرى او منتجات أخرى، وتفيد عملية التنقيح في التأكد من صحة الأرقام والمعلومات التفصيلية والتي قد تكون قد أضيفت بالخطأ، وكل ما ذكر في الخطوات السابقة من ناحية مهام البحث والمراجعة الأولية والكتابة والتنقيح والمراجعة النهائية والموافقة يتم ذكرها في استراتيجية المحتوى الإلكتروني بأسماء الإدارات المعنية او الأشخاص حسب حجم المنظمة وتكون المسؤوليات واضحة للجميع.
الصيانة
لا ينتهي دور فريق المحتوى بعد النشر بل يظل الدور مستمر في صيانة المحتوى المنشور من ناحية توافقه المستمر مع احتياج العميل وتوافقه لخدمة الأهداف العامة وهذا يعني أنه المحتوى المنشور يظل تحت المراجعة الدائمة بنفس ما ذكر سابقاً.
هذه التدوينه بتصرف من تدوينة أحد المختصين في المحتوى الإلكتروني، وبشكل عام تظل أهم نقطة في استراتيجية المحتوى الإلكتروني هي الوعي والإيمان بأهميتها ووجودها كوثيقة لتنظيم عمل فريق المحتوى ولضمان استدامة عملهم وفق أطر واضحة وللبعد عن العمل الفردي