كتبت قبل أسبوعين منشور قصير وهو:
“سألني أحدهم يا فيصل بعد خبرة 27 سنة في 8 بيئات عمل وش أهم ميزة للموظف المميز؟ قلت له ببساطة هي: (الإدراك والوعي بما حوله)”
واليوم قررت أن أحاول توضيحه في هذه التدوينة، وسيكون كل ما فيها رأيي الخاص وأعتقد أنه سيكون مفيد لطلاب الجامعات المقبلين على الدخول في عالم الوظيفة.
قبل توضيح معنى الإدراك والوعي سأبدأ بالمشكلة وهي في الموظف صاحب النظرة المحدودة والتي لا تتعدى الدائرة التي تحيط بخطوات أقدامه، هذا الموظف يؤدي الأعمال التي تطلب منه وينفذها كما هي وكل من يراه يقول بأنه مجتهد ولكن مشكلته بأنه لا يعي ما حوله وتجده مكتفي على ذاته وأعماله اليوميه، بالنسبة لي هذا الموظف أرى بأنه لن يتطور ولن يرتقي لمكان جيد في مستقبله وستعرفه عندما يتحدث بأنه صاحب النظرة المحدودة.
ستبدأ بقسمك وزملائك، وسيكون عليك معرفة وزيادة الوعي حول القسم الذي تعمل فيه وفهم آلية عملهم والقراءة عن مجال عملهم وهذا بالطبع على إفتراض أنك قد ثقفت نفسك مسبقاً عن تخصصك الذي هو مجال عملك، وتكون بشكل مستمر واعي لما يحدث حولك من أعمال لأنك بشكل مبدئي ستستطيع ربط عملك وما تقوم به بما يعمله الآخرون وتعرف مدى تأثير أعمالك على مسار عمل الآخرين.
مع الوقت عليك أن تحاول معرفة آلية عمل الإدارات الأخرى وبدون أن تظهر بطريقة غير مناسبة في التدخل في عمل الآخرين، ومن أبسطها معرفة مهام الإدرات الأخرى والحضور الدائم في معرفة مستجدات الإدارات الأخرى وهذا سيجعلك مع الوقت تعي علاقة إدارتك مع الإدارات الأخرى وبالطبع يمكنك القراءة لو بشكل مبسط عن التخصصات الأخرى التي في تلك الإدارات.
وعيك واستيعابك لهذه الأمور سيجعلك أيضاً توسع من دائرة وعيك ويزيد من حضور ذهنك في ربط عملك وأثره على من حولك وستكون نظرتك شمولية بشكل أفضل.
لن تتوقف هنا لأن الخطوة الأهم ستكون من خلال متابعة حسابات الجهة التي تعمل فيها على شبكات التواصل لمعرفة كل جديد من مشاريع ومنجزات وخدمات وكذلك تصفح موقع الجهة وقراءة الإستراتيجية ومعرفة توجهات الجهة لأن هذه الخطوات مهمة لزيادة وعيك بما يحدث من حولك.
وهناك نقطة أخرى مهمة أيضاً عليك معرفتها وهي الهيكل التنظيمي للجهة التي تعمل فيها لتدرك موقع إدارتكم العامة مع الإدارات الأخرى وتحاول أن تفهم ولو بشكل مختصر آلية ترابط الإدارات مع بعضها.
عليك أن تهتم بالمعرفة وتزيد وعيك لما حولك ولا تكن من الذين يدخلون إلى عملهم ولا يرون إلا حدود الطاولة التي يجلسون عليها.
كل ما ذكرته أعلاه سيساعدك في تنفيذ أعمالك بإدراك وعندما تتحدث وتناقش في أي إجتماع أو مع زملائك سيكون رأيك في مكانه لأنك ستكون صاحب رؤية شمولية وتفكير شمولي.