لن يقتصر موقع اجتماعي كبير مثل “الفيسبوك” على ما قدمه من خدمات في التواصل الاجتماعي ليترك الفرصة أمام المنافسين ليجتذبوا أعدادا من مستخدميه؛ خصوصاً إذا كان المنافسون هم من العمالقة أمثال غوغل وتويتر، مما يجعله يبحث بدأب شديد عن البدائل والمزايا التي يحافظ بها على المستوى الذي وصل إليه، والحفاظ على مدى انتشار وحجم شبكة التواصل الاجتماعي التي تربط بين مستخدميه، وقد اتضح هذا من خلال الإعلان عن إطلاق خدمة مجموعات المدارس Groups for Schools في الولايات المتحدة كخطوة أولى، وفي جميع أنحاء العالم في وقت لاحق، والتي ستكون شبكة تواصل خاصة بكل الطلبة بجميع المراحل حتى الجامعية مع المدرسين وأعضاء هيئة التدريس. ولكونها خاصة؛ فقد تم اشتراط أن يكون البريد الإلكتروني الخاص بالمستخدم تحت النطاق (edu) ليتمكن من الانضمام للمجموعة التعليمية التي ينتمي إليها من الأساس، ومن ثم الاستفادة من المزايا المتعددة التي تقدمها هذه المجموعات والتي خصصت لهذه الفئة لتقديم خدمات تناسبهم مثل تسهيل التواصل بين الطلبة ومدرسيهم، وبين الطلبة فيما بينهم، وإدراة المدرسة مع المدرسين، وكذلك تشارك المعلومات والمواد التعليمية، وتبادل الشروحات والصور ومقاطع الفيديو والملفات بأحجام تصل إلى 25 ميغا بايت، وإنشاء مجموعات فرعية مثل الكليات والأندية والفصول والمدارس، كما تتيح عمل مشاريع خاصة بمجموعة من الطلبة للعمل عليها سوياً عن بعد. وقد تم الحرص على الخصوصية في ظهور هذه المجموعات، حيث يمكن أن تكون هذه المجموعات خاصة فقط بمن ينضم إليها فقط، وستكون فرصة كبيرة للطلبة والمدارس والجامعات والكليات في حال تدشينها في العالم العربي، وستغني عن المنتديات التي يستخدمها الطلبة للتواصل ومناقشة أمورهم التعليمية، على اعتبار أن مجموعات الفيسبوك للمدارس ستقدم لهم أدوات خصصت لهم وتخدم متطلباتهم، ولو تخيلنا وقتها إنشاء وزارة التربية والتعليم لمجموعة رئيسة كبيرة، تتفرع منها مجموعات أصغر للمديريات، ثم تنشئ كل مديرية مجموعات فرعية بكل مدرسة؛ وقتها؛ ستكون المحصلة هائلة وتتمثل في شبكة تواصل ضخمة تسهل التواصل على الوزارة والمديريات والمدارس بشكل أسرع وبفاعلية أكبر واستغنت عن الكثير من الأنظمة التي تستخدم للتواصل والتي تكلف الكثير وبمزايا قد تكون أقل قوة مما يقدمه الفيسبوك، إلا أنها ستكون أكثر مصداقية ومباشرةً وأكثر أماناً في الوقت نفسه، وهذا ينطبق على الجامعات عندما تنشئ مجموعة رئيسة لها ومجموعات فرعية للكليات. ومن منظور آخر؛ قد يرى البعض سلبية خدمة المجموعات عبر الفيسبوك؛ بعد ازدياد حجم هذه الشبكة التعليمية وإنشاء المجموعات الخاصة بالمدارس والجهات التعليمية على مستوى العالم؛ في إيجاد فرصة كبيرة لتسويق المنتجات التي تهمهم وتتبع توجهات واحتياجات كل طالب، والتي قد تصل إلى أمور دقيقة وهذه أداة قوية سيستخدمها “الفيسبوك” كما يستخدمها الآن، وهذا التوجه الجديد للفيسبوك يؤذِن بأننا سنرى مجموعات متخصصة مشابهة لمجموعات المدارس مثل مجموعات موظفي الشركات، والمجموعات العسكرية والمنظمات المختلفة، والتي ستقدم في مجملها قراءةً دقيقةً للناس عبر أكبر شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك.
في صحيفة الرياض
Lfays
Lfays