في بعض قروبات الواتساب وأحياناً في جلسات الأصدقاء يُثَار نقاش بين مستخدمي الآيفون بنظامه الـios ومستخدمي بقية الأجهزة بنظامها الأندرويد ويذكرني هذا النقاش بالنقاش الأزلي حول لقب الأسطورة بين اللاعب ماجد عبدالله واللاعب سامي الجابر، ومثل هذه النقاشات تحكمها العاطفة والعشق والتقليد والقناعات ومن الصعب كسرها.
وبما أني من فريق الأندروديين سأحاول أن أجيب برأيي الذي يعبر عني فقط وقد يكون هناك من يوافقني فيه، وجوابي المختصر المعتاد الذي أقوله لمن حولي هو “مشكلتي ماهي مع جهاز الآيفون مشكلتي مع شركة أبل وتوجهها” والجواب التفصيلي لعدم استخدامي للآيفون في قصتي التي بدأت في عام 1993 م “ويمكن تقولون ما كان فيه آيفون وقتها ولا جوالات بعد” ولكن ماك وقتها موجود أو بالأصح ماكنتوش.
دخلت على محاضر في الجامعة وكان أمامه جهاز كمبيوتر واستغربت شكله بشاشته الملونة والفأرة التي يحركها بيده وتتحرك على الشاشة بينما جهاز الكمبيوتر الذي نتعلم عليه في الجامعة هو طرفيات الحاسوب بشاشتها السوداء والخط الأخضر ولوحة المفاتيح ذات الصوت المجلجل.
وقفة مع صورة للجهازين ولكم الحكم في الفرق بينها من الشكل قبل الجوهر
وسألت المحاضر وقتها عن هذا الجهاز وقال لي “هذا هو الماكنتوش” وكان يستخدمه لكتابة أوراق بحثية في برنامج مشابه للوورد، وقد ذكر لي وقتها قيمة الجهاز والذي كان أغلى من قيمة سيارتي الألتيما، عموماً سياسة أبل ماكنتوش كانت واضحة بالنسبة لي مع أني لم أقرأ عنها ولكن أيقنت أن هناك مشكلة في عدم انتشار جهاز مفيد للجميع وبعد سنوات فهمت أن السبب هو أن أبل يحتكرون النظام والجهاز بسعر لا يمكن للطالب أو الموظف أن يشتريه وكان بالإمكان لو انتشر في وقتها وأتيح للجميع أن تتقدم الأعمال والمعرفة وجميع التطبيقات البرمجية التي سهلت حياتنا لاحقاً، وبعكس مبدأ الاحتكار جاءت شركة مايكروسوفت كمسرعة لتسهيل تواجد الحاسب الآلي في كل بيت من مبدأ الإتاحة ببرنامج التشغيل الذي نستخدمه حتى اليوم ويعتبر عصب أجهزة الكمبيوتر وهو نظام الويندوز “بغض النظر عن كون الفكرة من أبل كواجهات رسومية سهلة الاستخدام” إلا أن ويندوز كان نظام متاح لأجهزة الكمبيوتر التي تصنع من عدة شركات وليست محتكرة من شركة أبل.
وهنا صورة لسطح المكتب من ويندوز 95 وهو الأشهر في تلك الفترة وقد أحدث في وقتها نقلة خصوصاً في معالجة النصوص والبيانات والطباعة والبرامج المحاسبية وأنظمة الكاشير وبالطبع أهمها البرامج التعليمية.
تخيلوا معي لو أن الفكرة استمرت فقط في شركة أبل واستمر الاحتكار لنظام تشغيل مع جهاز كمبيوتر من شركة واحدة، هل ستنتشر أجهزة الحاسب الآلي في تلك الفترة وتصبح في الشركات وفي الجهات الحكومية وفي المكاتب وفي المنازل، بالتأكيد سيطول ذلك وسيكون فقط عند البعض وستتأخر كل تلك الانتقالات والتطورات المعلوماتية التي زادت مع دخول شبكة الانترنت في السعودية بعد ست سنوات من قصتي مع المحاضر وجهازه الخارق.
صحيح أن شركة أبل في جهازها الماكنتوش قدمت أعظم جهاز بواجهات رسومية بدلاً من أجهزة الحاسوب ذات الشاشة السوداء والأحرف الخضراء، إلا أن توجهها الاحتكاري للنظام والجهاز جعل فرص الانتشار ضعيفة وفي المقابل كان مبدأ الإتاحة من مايكروسوفت فرصة كبيرة لوصول الحاسب الآلي للجميع وبطريقة استخدام سهلة وبأسعار انخفضت حتى وصلت 1000 ريال.
القصة السابقة يمكن تطبيقها اليوم على استمرار توجه شركة أبل في موضوع الاحتكار بعد عودتها بقوة مع جهاز الآيفون الذي أحدث نقله في عالم أجهزة الجوال الذكية بشاشة اللمس وتطبيقات سهلة الاستخدام، ولكن عودتهم كانت بنفس الفكرة والتوجه الاحتكاري في كونه نظام تشغيل مع جهاز من نفس الشركة ولكن هذه المرة لم ننتظر كثيراً لأن شركة جوجل عملت بنفس ما عملت به مايكروسوفت سابقاً في أجهزة الحاسب الآلي وقدمت للعالم نظام الأندرويد وهو نظام تشغيل للأجهزة الذكية بشاشة اللمس وتركت موضوع تصنيع الأجهزة للشركات المتخصصة وبالفعل زادت الأجهزة التي تعمل على نظام الأندرويد بتنوع كبير يلبي الاحتياجات بأسعار مناسبة للجميع وبمواضفات مختلفة.
وهنا أعيد نفس التخيل السابق…
لو كانت الأجهزة الذكية فقط جهاز الآيفون بنظام تشغيله الخاص فهل ستنجح تطبيقات التوصيل والخرائط وغيرها من الوصول لما وصلت إليه اليوم مع عدم قدرة سائق التاكسي أو سائق سيارة التوصيل أو حتى أغلبية الناس على شراء الآيفون، وهل سنرى الانتشار الهائل للأجهزة الذكية في أيدي الجميع حتى الأطفال.
بالتأكيد لا…
اليوم بمبلغ 200 ريال ستحصل على جهاز جوال ذكي وفيه تطبيقات المراسلة مثل الواتساب وغيره من تطبيقات المراسلة وكذلك الخرائط والشبكات الاجتماعية وأي تطبيق تحتاجه لتحسين أسلوب حياتك والسبب هو وجود نظام تشغيل اسمه (الأندرويد).
هل هناك جهاز أندرويد يروق لك؟ ما هي أفضل الأجهزة التي يمكن شراؤها على ميزانية؟
جهاز هواوي هو الافضل لكن المشكلة ان الاجهزة الاخيرة صارت ماهي مدعومة من اندرويد بعد مشكلتهم مع امريكا
الخيار الثاني جهاز ون بلس