كل ممنوع متبوع حتى لو قيل لنا بأن الورد ممنوع في هذه الأيام بمناسبة قرب حلول عيد الحب والذي أصبح عيداً رسمياً بسبب منعنا له او بالأصح إظهاره بشكل أكبر من قبل إعلامنا ومن خلال تغييرنا لأسلوب حياتنا توافقا معه ومن ذلك مراقبة محلات الورود ومنع بيع الورود الحمراء ومراقبة الشوراع الرئيسية ومنع لبس أي شي احمر باستثناء الشماغ والتي قد تنضم للقائمة قريباً، صحيح أنه لا نقاش في كون عيد الحب محرم ودخيل على مجتمعنا وانه من أصول نصرانية وكل من يعترف به او يحتفل به يعتبر مناصراً لهم ومخالفا لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولكن المنع بهذه الطريقة أرى بأنه يضخم من الموضوع بدلاً من أن يحاربه لأن المنع يثير الإستغراب والتساؤل عند من لا يعرف عنه شيئا والرد على هذا التساؤل بأن هذا المنع بسبب عيد الحب يجعل الذي لا يعرف.. يعرف ويساعد في نشر الإعتراف بهذا العيد وهذا رأيي ولي الحق في طرحه، ومن خصائص الطبيعة الإنسانية الفطرية اتباع الممنوع ونلاحظها في أطفالنا حينما يعاندون أكثر في حالة المنع ويتوقعون ان الممنوع لم يمنع إلا لكونه جميل وهذا يثير إهتمامهم لعمله ضد الممنوع وإشباعاً لرغبات تحقيق الذات، اعود لعيد الحب وأسرد لكم قصته المنتشرة وهي بأنه من أعياد الرومان الوثنيين إذ كانت الوثنية سائدة عند الرومان قبل ما يزيد على سبعة عشر قرنا وتعبير في المفهوم الوثني الروماني عن الحب الإلهي، ولهذا العيد الوثني أساطير استمرت عند الرومان ، وعند ورثتهم من النصارى، ومن أشهر هذه الأساطير: أن الرومان كانوا يعتقدون أن ( رومليوس ) مؤسس مدينة ( روما ) أرضعته ذات يوم ذئبة فأمدته بالقوة ورجاحة الفكر فكان الرومان يحتفلون بهذه الحادثة في منتصف شهر فبراير من كل عام احتفالا كبيرا وكان من مراسيمه أن يذبح فيه كلب وعنزة، ويدهن شابان مفتولا العضلات جسميهما بدم الكلب والعنزة ، ثم يغسلان الدم باللبن ، وبعد ذلك يسير موكب عظيم يكون الشابان في مقدمته يطوف الطرقات . ومع الشابين قطعتان من الجلد يلطخان بهما كل من صادفهما ، وكان النساء الروميات يتعرضن لتلك اللطمات مرحبات ، لاعتقادهن بأنها تمنع العقم وتشفيه، وعلاقة القديس ( فالنتين ) بهذا العيد فإسمه التصق باثنين من قدامى ضحايا الكنيسة النصرانية قيل : انهما اثنان، وقيل : بل هو واحد توفي في روما إثر تعذيب القائد القوطي ( كلوديوس ) له وبنيت كنيسة في روما في المكان الذي توفي فيه تخليدا لذكره ولما اعتنق الرومان النصرانية أبقوا على الاحتفال بعيد الحب السابق ذكره لكن نقلوه من مفهومه الوثني ( الحب الإلهي )، إلى مفهوم آخر يعبر عنه بشهداء الحب، ومن هنا أقول وأعيد بأنه لا نقاش في حرمته ولكن عدم الإهتمام فيه أفضل من المنع الذي يؤدي الى التضخيم.
في مواضيع اهم واخطر من عيد الحب بتهاجم مجتمعاتنا