“إذا بحثت عنهم؛ ستجدهم” .. إنهم المعلنون والمسوقون عبر الإنترنت.. كانت هذه الحكمة خلاصة التقرير الأخير العالمي لشركة (جونيبر) للبحوث الذي قام بتحليل إحصاءات الهاتف المحمول أو ما تسمى بالهواتف الذكية ليكتشف وصول مجمل تجارة الهواتف المحمولة إلى 15 مليار دولار بحلول عام 2017 (وهو ثلاثة أضعاف الإيرادات المتوقعة لعام 2012).
ووجد التقرير أيضا والذي يُعنى بالبحث في الهاتف المحمول (بما في ذلك البحث في الويب، البحث المحلي، والبحث الواقعي وتطبيقات البحث) أن كل ما يتعلق بالهاتف المحمول قد سجل أعلى معدلات (النقر) عند الدخول إلى الإنترنت والاختيار في الإعلان المتحرك وهذا أمر لا يدعو إلى الدهشة.
ويشير التقرير السنوي ل KPCB لعام 2012 لقياس توجهات الإنترنت سنوياً إلى أن المستقبل يتعلق بالهاتف المحمول، والذي يمثل فقط في الوقت الراهن 10٪ من مجمل استخدام شبكة الإنترنت، مقارنة ب 1٪ فقط في عام 2009.
وعلاوة على ذلك، يتجه الهاتف المحمول نحو “النمو السريع”، ويأتي 71٪ من هذا النمو من تطور تطبيقاته، بينما تأتي 29٪ من الإعلانات ..
ويشير التقرير أيضا إلى أن المعلنين يتطلعون إلى الحصول على أقصى استفادة من الإنفاق على إعلاناتهم بالتركيز على الإنترنت، وعلى وجه التحديد؛ الإنترنت عبر الهاتف المحمول.
ولكننا نتساءل؛ ما السبب وراء هذا الهوس بالهاتف المحمول؟ ربما كان ذلك لأن نسبة كبيرة من الأميركيين يملكون ما لا يقل عن جهاز واحد محمول واعتبارا من أول يناير من عام 2012؛ فإن أكثر من 100 مليون أميركي يملكون الهواتف المحمولة الذكية التي أصبحت أكثر يسراً وسهولة مع الهواتف المحمولة اللوحية.
ويتوقع المسوقون عبر الإنترنت أن أكثر من 70 مليون أميركي آخرين (غير المائة مليون حتى يناير 2012) سيملكون هذا النوع من الهواتف المحمولة اللوحية والذكية بحلول نهاية عام 2012، وبحلول عام 2015؛ سيكون أكثر من نصف مستخدمي شبكة الإنترنت في الولايات المتحدة مالكين لهذا النوع من الهواتف ليستخدموها للدخول إلى عالم الإنترنت.
ولكن لماذا نجد حقيقة تؤكد أن كل شخص تقريباً في الولايات المتحدة لديه هاتف ذكي أو هاتف نقال لوحي؟
والإجابة ببساطة تتلخص في أن هذه الأجهزة المحمولة تتطور شأنها شأن الإنسان.
وفي دراسة جديدة لشركة ديلويت وجدت أن سوق استخدام الهاتف الذكي يؤثر في 5.1٪ من المبيعات وفي حين أن هذا قد لا يبدو وكأنه نسبة عالية؛ إلا أنه في الوقت نفسه يفسر حجم المبيعات المتوقعة لعام 2012 وحده والذي وصل إلى 159 مليار دولار.
وتتوقع ديلويت أن يرتفع هذا العدد بشكل كبير في السنوات المقبلة، مع زيادة تأثير الهواتف الذكية ليمتد لمتجر واحد من كل خمسة متاجر في مجال المشتريات بحلول عام 2016، وبما يساوي 689 مليار دولار كعائدات المبيعات.
وقد وجدت ديلويت أن 37٪ من مالكي الهاتف الذكي لا يدخلون لشبكة الإنترنت عبر هواتفهم وإنما يستخدمونه في التسوق خلال رحلاتهم باستخدام تطبيقات التسوق، وذلك وفقا لنتائج دراسة ديلويت، بينما يستخدم 34٪ منهم تطبيقات متاجر التجزئة.
تطبيقات الهواتف الذكية المرتبطة بالموقع
لقد تنبه المسوقون من خلال دراسة أجريت مؤخراً أن المحمول هو محور التركيز الجديد للتسويق وذكرت الدراسة أن 17٪ من المشاركين في الاستطلاع استخدموا الهاتف المحمول هذه السنة للمرة الأولى في التسوق، بينما يعتزم 17٪ البدء في استخدامه العام القادم أما التطبيقات التي تعتمد على الموقع وهي تطبيقات خاصة بالهواتف المحمولة؛ فقد توقع 19٪ من المسوقين توظيفها العام المقبل.
ولنضع في اعتبارنا أنه في عام 2007، وجدت الجمعية الوطنية للمعلنين (ANA) أن 20٪ فقط من المسوقين كانوا يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعية، بينما يستخدمها الآن 90٪ منهم.
التسويق الجاهز عبر الهواتف الذكية
يتسع الآن نطاق استخدام الجهاز المحمول في التسويق ليعتمد المستخدمون بشكل متزايد على البحث عبر الهاتف المحمول في الإنترنت وهذا بالطبع يعني أن المساحة الإعلانية عبر منصات الإعلان والمخصصة للهواتف المتنقلة ستتسع وستصبح أكثر ربحا ووفقاً لتقرير جونيبر المذكور أعلاه، يتم ترجمة نسبة كبيرة من عمليات البحث على شبكة الإنترنت عبر الهاتف المحمول، ولكن تطبيقات البحث المحلي مثل Yelp and Poynt هما أفضل خيار لكلّ من المستخدمين والمعلنين على حد سواء، لأنهما الأمثل في تجربة البحث والتسوق بالهاتف المحمول، ويقدمان معاً واجهة أبسط للمستخدم بهدف تشجيعه على قرار الشراء.
وبصرف النظر عن تطبيقات البحث المحلي؛ فإن تطبيقات البيع بالتجزئة ستصبح أكثر فأكثر وستكون في كل مكان خلال السنوات القليلة المقبلة وإن أي شخص حاول تنفيذ عملية بحث على شبكة الإنترنت من جهاز محمول؛ يعلم أنها ليست عملية سهلة الاستعمال، مع الأخذ في كثير من الأحيان أسلوب الكتابة ومراجعة النتائج غير النهائية.
وهنا تأتي تطبيقات المحمول لتكون أكثر قدرة على وضع إجراءات محددة، وتوفير تجربة بسيطة للمستخدم وأكثر أهمية.
في صحيفة الرياض